ولد في حي الفقراء..في الثانية من عمره شارف على الموت, وتركت نجاته اثرا
واضحا على وجهه وفي نفسه..ترك ناديه لانه لم يستطع الاحتفاظ بشقته
التي لم يقدر على سداد ايجارها..
تعلم القرآن من اجل وهيبة الجزائرية..منذ اربع سنوات فقط حمل المعول
وعمل في رصف الطرق وترميمها ..لكن راتبه السنوي اليوم
فيبلغ 4 ملايين يورو.
بعد اخفاق غير عادي ,اعتبر بحجم الكارثة لعملاق الكرة الالمانية بايرن منيونيخ
عندما فشل في التاهل للمرة الاولى في عشر سنوات الى مسابقة دوري الابطال
فان ادارييه استنفروا لمعالجة المشكلة لضمان عدم تكرار الاخفاق, فاستثمروا
71 مليون يورو لاستقطاب نجوم جدد كان من ضمنها 25 مليون يورو
لضم النجم الفرنسي فرانك ريبيري, الذي اصبح يتمتع بشعبية كبيرة
في الفريق البافاري.
فانيلته تحمل رقم 7 ومطبوع عليها اسم ريبيري تلقى رواجا
كبيرا بين انصار النادي الذي يتوقع بيع 500 الف فانيلة منها
بفيمة 79,95 يورو للواحدة,حتى نهاية الموسم,مما سيدر عليه
ربحا بقيمة 40 مليون يورو ,ليصبح ريبيري الاوزة التي تبيض ذهبا.
يحظى ريبيري باهتمام كبير من الصحافة الالمانية اكثر من اللاعبين
لوكا توني وكلوزه اما الجماهير والزوار الذين ياتون لمشاهدة
تدريب الفريق في شارع سبيرنر في ضاحية اونترجيسنج في ميونيخ فتنتابهم
الاثارة والحماسة عندما يدخل ريبيري ليشارك زملاءه في التدريب.
وكان ريبيري وعد مشجعي البايرن قائلا:"سابذل قصارى جهدي في كل تدريب وفي كل مباراة "
عندما كان يوقع على العقد الذي ربطه نع النادي في يوليو الماضي
ويسمح له بالحصول على 4 ملايين يورو سنويا حتى عام 2011 قابلا للتمديد, كما ان هناك
العديد من الاندية كانت تلاحقه وابدت اهتماما بالتعاقد معه لكنه في النهاية قرر الذهاب
الى المانيا , لانه حسب قوله:" بايرن رغب في التعاقد معي بشكل جاد وصارع الكثيرين من اجل
الحصول على خدماتي"
هذا التصميم للحصول على خدماته اثر في ريبيري وفي المقابل اراد ان يرد الجميل
بتقديم افضل ما لديه على ارض الملعب , وقد فعل ذلك حتى الان بطريقة مبهرة
يلعب ريبيري بشغف..بقلبه..بعقله وبفكاهة ودهاء
يراوغ الخصم ويصنع الفرص لزكلائه الذين يجدون سهولة في تسجيل الاهداف
بقضل تمريراته الذكية, لكنه يود احراز اهداف بنفسه , انه يجسد فن كرة القدم
بافضل اشكاله,فهو بسيط , سريع ودقيق
ويقول عنه زميله فان بوميل:" ببساطة, من الممتع اللعب في الفريق نفسه
الذي يضم لاعبا كبيرا مثله"
ريبيري الفكاهي:
تاثير ريبيري ليس على ارض الملعب فقط , فبالاضافة الى مهاراته العالية
فان الفكاهات والمزحات التي يمارسها مع زملائه في الفريق لها رونقا ايضا
فهو يضع معجون الاسنان على مقابض الابواب في حجرات النادي
ويصنع ثقوبا في جوارب زملائه,ويخفي صابون الاستحمام او يبدله بنوع اخر
غير محبب ذي رائحة كريهة , او يغير اماكن سيارات زملائه بحيث ينتابهم الخوف انها سرقت
او كما حدث في مرسيليا حين قفل باب غرفة السونا على احد زملائه, وعندما يقع احدهم
في فخ مزحاته , تراه يضحك بوجه مليء بالندوب.
الطفولة المريرة:
تعرض ريبيري وهو في الثانية من العمر الى حادث مرور, عندما كان والده يقود السيارة
فارتطم راسه بزجاج السيارة الامامي بسبب فرملة مفاجئة, ويقول فرانسوا والد ريبيري
"اعتقدت ان ولدي مات"
لكن ولده البكر من اصل اربعة اخرين نجا من الحادث , والندوب التي حملها معه منذ ذلك
الحادث جعلته محاربا , وهو ما اكده مدربه السابق في فريق الناشئين برونو دوبو
الذي قال:" كان الخصوم وجماهير الفريق المنافس يسخرون منه ويلقبونه احدب نوتردام
هذه الاهانت منحت ريبيري قوة غير عادية, فقد كان يقول منذ كان في الثالثة عشرة من العمر
" ساثبت نفسي للجميع"
مسيرته الكروية ماساة ثم تالق:
عندا بلغ ريبيري الثالثة عشرة اكتشفه مستقطب للمواهب في نادي الدرجة الاولى ليل
وانتقل الفتى الى هناك حيث يدا بثقة عالية بمهاراته لكن بنقص في قدراته التعليمية
لم يعجب المسؤولين في ذلك النادي بطبعه العصبي, وتم ابعاده عن المدرسة الداخلية
في النادي .
ويتذكر ريبيري عن تلك الفترة:" لم اعتقد انه يمكن ان احقق حلمي
بان اصبح لاعب كرة قدم محترفا بعد تجربتي الفاشلة في ليل"
فعاد ريبيري الى بولون سور مير في شارع اميل اميل رو وهو محبط
ثم لعب فرانك بعمر الرابعة عشرة في دوري الدرجة الرابعة مع نادي بولون
وبعد ذلك بسنة اراد ان يستخرج رخصة لقيادة السيارة وطالب برفع اجره
الذي كان لا يزيد عن 150 يورو , فرفض النادي وقرر الانضمام
الى نادي اولمبيك آلي لكنه كان سيء الحظ , اذ لم يستطع النادي دفع اجور لاعبيه
ويتذكر رينيه مارسيليغا مدرب ريبيري تلك الفترة قائلا:" وقف فرانك ريبيري في احد الايام
امامي محبطا, فكان قد خسر شقته لانه لم يستطع دفع ايجارها"
بعد ذلك اجل زفافه الذي كان مخططا له على صديقته الجزائرية وهيبة بلهامي
لانه لا يستطيع تحمل تكاليف الزفاف, وهما الان متزوجان ولديهما ابنة
في الثانية من العمر.
اشهر فرانك اسلامه من اجل زوجته , فاصبح يعرف باسم بلال
ويقول حماده ماذون وهو ايضا مسلم ويعمل في مقهى "لا تلاسا" الذي يرتاده
ريبيري:" كان على فرانك ان يدرس القرآن لشهور عدة والا لما سمح له والد زوجته بهذا الزواج"
ويتفق اصدقاء ريبيري على ان هذا الزواج واعتناقه الاسلام جعلا فرانك اكثر اتزانا وهدوءا
وصل فرانك في ابريل 2003 الى ادنى ما يكون, فعاد محبطا وعاطلا عن العمل ومعذبا من غربته
في احضان عائلته , لم يكن يرغب في سماع اي شيء عن كرة القدم مجددا, وعمل في الشركة التي
يعمل بها والده لمدة ثلاثة اشهر ,حيث حمل الرفش والمعول وعمل في ترميم الشوارع , لكن رغبته
في ممارسة كرة القدم عاودته مجددا , فحاول البدء من جديد بالانضمام الى نادي الدرجة الثالثة
ستاد بريست , فبدا باجر قدره 2250 يورو شهريا, وبات اللاعب الذي يحصل على ادنى اجر في الفريق.
فجاة اصبح ريبيري معروفا في بطولة الدرجة الاولى الفرنسية كما ارادت الفرق
اووروبية التعاقد معه , لكن ريبيري قرر الانتقال الى نادي ميتز , فقابل ريبيري
ثقة النادي بقدراته بتقديم عروض قوية وتحقيق نتائج لافتة و لكن التحليق الى اعلى انقطع فجاة
بسبب مشاجرة وقعت في ناد ليلي , حيث تشاجر ريبيري مع احد رواد النادي
وترك اذى بليغا في عينه , فبدا المسؤولون في ميتز بالتشكيك في شخصية نجمهم الجديد.
قرر فرانك بعد ذلك ان يدير ظهره لفرنسا, فوقع عقدا مع نادي غلطة سراي التركي
لكن بعد اشهر قليلة عاد الى وطنه بسبب اجوره المتاخرة في تركيا ليوقع عقدا في يوليو
2005 مع فريق مارسيليا وهناك عاد الى التالق والبروز
فسحر مشجعي اكثر الاندية شعبية في البلاد بتمريراته الذكية وعدوه السريع
وحركاته الدورانية المثيرة , ويقول رينيه جيرار زميله السابق في منخب فرنسا للشباب
" يستطيع فرانك بحركاته العبقرية وفنياته ان يغير مجرى اي مباراة بمفرده ويستطيع ان يوقظ
اي جمهور شبه نائم "
حقق ريبيري نجاحا باهرا في مرسيليا لدرجة ان مدرب منتخب فرنسا دومينيك قرر
ضمه الى تشكيلة المنتخب المشاركة في كاس العالم 2006 , وهو قرار حكيم, حيث تم اكتشاف
ريبيري في البطولة بعد تالقه , وهو امر لم يفرح فقط فيليب غورسو مدرب نادي بريست
الذي قال:" اختيار ريبيري للعب في نهائيات كاس العالم امل جميع الاطفال الذين ولدوا
وليس في فمهم ملاعق من فضة"
ولم ينكر ريبيري اصوله ابدا حيث دائما يردد:" اعرف من اين جئت". انه فخور بانه من بولون
سور مير ويحب ان يقضي وقته هناك وعندما كان يلعب في مرسيليا نظم رحلات في حافلة صغيرة
لحمل اصدقائه من اهل القرية مبارياته, شاملة تكاليف تذاكر الدخول.
ويقول مدرب الناشئين جوزيه باريرا عن ريبيري عندما كان فتى موهوبا لكن غير ملتزم
"كان مثل وعاء الحليب الذي يهدد بالغليان والفوران في اي لحظة".
والان اصبح لاعبا على المستوى العالمي يضرب به المثل الان وهو يشعر بالرضا
عن حياته العملية في الوقت الحالي حيث يقول:" اشعر انا وعائلتي بالراحة قي ميونيخ
انه شيء مهم بالنسبة لي لان راحتي السبيل الوحيد كي ابقى العب كرة قدم جيدة, اريد هذا العام
ان اربح كل شيء ممكن لي ان اربحه مع بايرن, في وقت ما, وهذا هو حلمي الكبير,اريد ان افوز
بدوري ابطال اوروبا".